پاورپوینت کامل خطبه فدکیه ۱۲۰ اسلاید در PowerPoint
توجه : این فایل به صورت فایل power point (پاور پوینت) ارائه میگردد
پاورپوینت کامل خطبه فدکیه ۱۲۰ اسلاید در PowerPoint دارای ۱۲۰ اسلاید می باشد و دارای تنظیمات کامل در PowerPoint می باشد و آماده ارائه یا چاپ است
شما با استفاده ازاین پاورپوینت میتوانید یک ارائه بسیارعالی و با شکوهی داشته باشید و همه حاضرین با اشتیاق به مطالب شما گوش خواهند داد.
لطفا نگران مطالب داخل پاورپوینت نباشید، مطالب داخل اسلاید ها بسیار ساده و قابل درک برای شما می باشد، ما عالی بودن این فایل رو تضمین می کنیم.
توجه : در صورت مشاهده بهم ریختگی احتمالی در متون زیر ،دلیل ان کپی کردن این مطالب از داخل فایل می باشد و در فایل اصلی پاورپوینت کامل خطبه فدکیه ۱۲۰ اسلاید در PowerPoint،به هیچ وجه بهم ریختگی وجود ندارد
بخشی از متن پاورپوینت کامل خطبه فدکیه ۱۲۰ اسلاید در PowerPoint :
محتویات
۱ متن عربی خطبه فدک
۲ ترجمه خطبه فدک
۳ پانویس
۴ منبع
متن عربی خطبه فدک
لَمَّا بَلَغَ فَاطِمَهَ عَلَیهَا السَّلَامُ إِجْمَاعُ أَبِی بَکرٍ عَلَى مَنْعِهَا فَدَک، لَاثَتْ خِمَارَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَ اشْتَمَلَتْ بِجِلْبَابِهَا وَ أَقْبَلَتْ فِی لُمَهٍ مِنْ حَفَدَتِهَا وَ نِسَاءِ قَوْمِهَا تَطَأُ ذُیولَهَا، مَا تَخْرِمُ مِشْیتُهَا مِشْیهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِی بَکرٍ- وَ هُوَ فِی حَشَدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ غَیرِهِمْ فَنِیطَتْ دُونَهَا مُلَاءَهٌ، فَجَلَسَتْ ثُمَّ أَنَّتْ أَنَّهً أَجْهَشَ الْقَوْمُ لَهَا بِالْبُکاءِ، فَارْتَجَّ الْمَجْلِسُ، ثُمَّ أَمْهَلَتْ هُنَیئَهً حَتَّى إِذَا سَکنَ نَشِیجُ الْقَوْمِ وَ هَدَأَتْ فَوْرَتُهُمْ، افْتَتَحَتِ الْکلَامَ بِحَمْدِ اللَّهِ وَ الثَّنَاءِ عَلَیهِ وَ الصَّلَاهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص)، فَعَادَ الْقَوْمُ فِی بُکائِهِمْ فَلَمَّا أَمْسَکوا عَادَتْ فِی کلَامِهَا. فَقَالَتْ عَلَیهَا السَّلَامُ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ، وَ لَهُ الشُّکرُ عَلَى مَا أَلْهَمَ، وَ الثَّنَاءُ بِمَا قَدَّمَ مِنْ عُمُومِ نِعَمٍ ابْتَدَأَهَا، وَ سُبُوغِ آلَاءٍ أَسْدَاهَا، وَ تَمَامِ مِنَنٍ وَالاهَا، جَمَّ عَنِ الْإِحْصَاءِ عَدَدُهَا، وَ نَأَى عَنِ الْجَزَاءِ أَمَدُهَا، وَ تَفَاوَتَ عَنِ الْإِدْرَاک أَبَدُهَا، وَ نَدَبَهُمْ لِاسْتِزَادَتِهَا بِالشُّکرِ لِاتِّصَالِهَا، وَ اسْتَحْمَدَ إِلَى الْخَلَائِقِ بِإِجْزَالِهَا، وَ ثَنَّى بِالنَّدْبِ إِلَى أَمْثَالِهَا، وَ أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیک لَهُ، کلِمَهٌ جُعِلَ الْإِخْلَاصُ تَأْوِیلَهَا، وَ ضُمِّنَ الْقُلُوبُ مَوْصُولَهَا، وَ أَنَارَ فِی الْفِکرَهِ مَعْقُولُهَا، الْمُمْتَنِعُ مِنَ الْأَبْصَارِ رُؤْیتُهُ، وَ مِنَ الْأَلْسُنِ صِفَتُهُ، وَ مِنَ الْأَوْهَامِ کیفِیتُهُ، ابْتَدَعَ الْأَشْیاءَ لَا مِنْ شَیءٍ کانَ قَبْلَهَا، وَ أَنْشَأَهَا بِلَا احْتِذَاءِ أَمْثِلَهٍ امْتَثَلَهَا، کوَّنَهَا بِقُدْرَتِهِ، وَ ذَرَأَهَا بِمَشِیتِهِ، مِنْ غَیرِ حَاجَهٍ مِنْهُ إِلَى تَکوِینِهَا، وَ لَا فَائِدَهٍ لَهُ فِی تَصْوِیرِهَا، إِلَّا تَثْبِیتاً لِحِکمَتِهِ، وَ تَنْبِیهاً عَلَى طَاعَتِهِ، وَ إِظْهَاراً لِقُدْرَتِهِ، وَ تَعَبُّداً لِبَرِیتِهِ، وَإِعْزَازاً لِدَعْوَتِهِ، ثُمَّ جَعَلَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِهِ، وَ وَضَعَ الْعِقَابَ عَلَى مَعْصِیتِهِ، ذیادَهً لِعِبَادِهِ عَنْ نَقِمَتِهِ وَ حِیاشَهً مِنْهُ إِلَى جَنَّتِهِ؛
وَ أَشْهَدُ أَنَّ أَبِی مُحَمَّداً (صلی الله علیه وآله) عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، اخْتَارَهُ وَ انْتَجَبَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ، وَ سَمَّاهُ قَبْلَ أَنِ یجْتَبَلَهُ، وَ اصْطَفَاهُ قَبْلَ أَنِ ابْتَعَثَهُ، إِذِ الْخَلَائِقُ بِالْغَیبِ مَکنُونَهٌ، وَ بِسَتْرِ الْأَهَاوِیلِ مَصُونَهٌ، وَ بِنِهَایهِ الْعَدَمِ مَقْرُونَهٌ، عِلْماً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِمَائِلِ الْأُمُورِ، وَ إِحَاطَهً بِحَوَادِثِ الدُّهُورِ، وَ مَعْرِفَهً بِمَوَاقِعِ الْمَقْدُورِ. ابْتَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِتْمَاماً لِأَمْرِهِ، وَ عَزِیمَهً عَلَى إِمْضَاءِ حُکمِهِ، وَ إِنْفَاذاً لِمَقَادِیرِ حَتْمِهِ، فَرَأَى الْأُمَمَ فِرَقاً فِی أَدْیانِهَا، عُکفاً عَلَى نِیرَانِهَا، عَابِدَهً لِأَوْثَانِهَا، مُنْکرَهً لِلَّهِ مَعَ عِرْفَانِهَا، فَأَنَارَ اللَّهُ بِأَبِی ظُلَمَهَا، وَ کشَفَ عَنِ الْقُلُوبِ بُهَمَهَا، وَ جَلَى عَنِ الْأَبْصَارِ غُمَمَهَا، وَ قَامَ فِی النَّاسِ بِالْهِدَایهِ، فَأَنْقَذَهُمْ مِنَ الْغَوَایهِ، وَ بَصَّرَهُمْ مِنَ الْعَمَایهِ، وَ هَدَاهُمْ إِلَى الدِّینِ الْقَوِیمِ، وَ دَعَاهُمْ إِلَى الطَّرِیقِ الْمُسْتَقِیمِ، ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَیهِ قَبْضَ رَأْفَهٍ وَ اخْتِیارٍ، وَ رَغْبَهٍ بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ مِنْ تَعَبِ هَذِهِ الدَّارِ فِی رَاحَهٍ، قَدْ حُفَّ بِالْمَلَائِکهِ الْأَبْرَارِ، وَ رِضْوَانِ الرَّبِّ الْغَفَّارِ، وَ مُجَاوَرَهِ الْمَلِک الْجَبَّارِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى أَبِی نَبِیهِ وَ أَمِینِهِ عَلَى الْوَحْی وَ صَفِیهِ وَ خِیرَتِهِ مِنَ الْخَلْقِ وَ رَضِیهِ، وَ السَّلَامُ عَلَیهِ وَ رَحْمَهُ اللَّهِ وَ بَرَکاتُهُ.
ثُمَّ الْتَفَتَتْ إِلَى أَهْلِ الْمَجْلِسِ، وَ قَالَتْ: أَنْتُمْ عِبَادَ اللَّهِ نُصْبُ أَمْرِهِ وَ نَهْیهِ، وَ حَمَلَهُ دِینِهِ وَ وَحْیهِ، وَ أُمَنَاءُ اللَّهِ عَلَى أَنْفُسِکمْ، وَ بُلَغَاؤُهُ إِلَى الْأُمَمِ، وَ زَعَمْتُمْ حَقٌّ لَکمْ لِلَّهِ فِیکمْ عَهْدٌ قَدَّمَهُ إِلَیکمْ، وَ بَقِیهٌ اسْتَخْلَفَهَا عَلَیکمْ، کتَابُ اللَّهِ النَّاطِقُ، وَ الْقُرْآنُ الصَّادِقُ، وَ النُّورُ السَّاطِعُ، وَ الضِّیاءُ اللَّامِعُ، بَینَهٌ بَصَائِرُهُ، مُنْکشِفَهٌ سَرَائِرُهُ، مُتَجَلِّیهٌ ظَوَاهِرُهُ، مُدیما للبریه استماعه قَائِدا إِلَى الرِّضْوَانِ اتِّبَاعُهُ، مُؤَدٍّ إِلَى النَّجَاهِ أشیاعُهُ، بِهِ تُنَالُ حُجَجُ اللَّهِ الْمُنَوَّرَهُ، وَ عَزَائِمُهُ الْمُفَسَّرَهُ، وَ مَحَارِمُهُ الْمُحَذَّرَهُ، وَ بَینَاتُهُ الْجَالِیهُ، وَ بَرَاهِینُهُ الْکافِیهُ، وَ فَضَائِلُهُ الْمَنْدُوبَهُ، وَ رُخَصُهُ الْمَوْهُوبَهُ، وَ شَرَائِعُهُ الْمَکتُوبَهُ، فَجَعَلَ اللَّهُ الْإِیمَانَ تَطْهِیراً لَکمْ مِنَ الشِّرْک، وَ الصَّلَاهَ تَنْزِیهاً لَکمْ عَنِ الْکبْرِ، وَ الزَّکاهَ تَزْکیهً لِلنَّفْسِ وَ نَمَاءً فِی الرِّزْقِ، وَ الصِّیامَ تَثْبِیتاً لِلْإِخْلَاصِ، وَ الْحَجَّ تَشْییداً لِلدِّینِ، وَ الْعَدْلَ تَنْسِیقاً لِلْقُلُوبِ، وَ طَاعَتَنَا نِظَاماً لِلْمِلَّهِ، وَ إِمَامَتَنَا أَمَاناً مِنَ الْفُرْقَهِ، وَ الْجِهَادَ عِزّاً لِلْإِسْلَامِ، وَ الصَّبْرَ مَعُونَهً عَلَى اسْتِیجَابِ الْأَجْرِ، وَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَهً لِلْعَامَّهِ، وَ بِرَّ الْوَالِدَینِ وِقَایهً مِنَ السَّخَطِ، وَ صِلَهَ الْأَرْحَامِ مَنْمَاهً لِلْعَدَدِ، وَ الْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ، وَ الْوَفَاءَ بِالنَّذْرِ تَعْرِیضاً لِلْمَغْفِرَهِ، وَ تَوْفِیهَ الْمَکاییلِ وَ الْمَوَازِینِ تَغْییراً لِلْبَخْسِ، وَ النَّهْی عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ تَنْزِیهاً مِنَ الرِّجْسِ، وَ اجْتِنَابَ الْقَذْفِ حِجَاباً عَنِ اللَّعْنَهِ، وَ تَرْک السَّرِقَهِ إِیجَاباً لِلْعِفَّهِ، وَ حَرَّمَ اللَّهُ الشِّرْک إِخْلَاصاً لَهُ بِالرُّبُوبِیهِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَ أَطِیعُوا اللَّهَ فِیمَا أَمَرَکمْ بِهِ وَ نَهَاکمْ عَنْهُ فَإِنَّهُ إِنَّما یخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ.
ثُمَّ قَالَتْ: أَیهَا النَّاسُ! اعْلَمُوا أَنِّی فَاطِمَهُ وَ أَبِی مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ، أَقُولُ عَوْداً وَ بَدْءاً، وَ لَا أَقُولُ مَا أَقُولُ غَلَطاً، وَ لَا أَفْعَلُ مَا أَفْعَلُ شَطَطاً، لَقَدْ جاءَکمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِکمْ عَزِیزٌ عَلَیهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیکمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ، فَإِنْ تَعْزُوهُ وَ تَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ أَبِی دُونَ آبَائِکمْ، وَ أَخَا ابْنِ عَمِّی دُونَ رِجَالِکمْ، وَ لَنِعْمَ الْمَعْزِی إِلَیهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فَبَلَّغَ الرِّسَالَهَ، صَادِعاً بِالنِّذَارَهِ، مَائِلًا عَنْ مَدْرَجَهِ الْمُشْرِکینَ، ضَارِباً ثَبَجَهُمْ، آخِذاً بِأَکظَامِهِمْ، دَاعِیاً إِلَى سَبِیلِ رَبِّهِ بِالْحِکمَهِ وَ الْمَوْعِظَهِ الْحَسَنَهِ، یکسِرُ الْأَصْنَامَ، وَ ینْکثُ الْهَامَ، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَ وَلَّوُا الدُّبُرَ، حَتَّى تَفَرَّى اللَّیلُ عَنْ صُبْحِهِ، وَ أَسْفَرَ الْحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ، وَ نَطَقَ زَعِیمُ الدِّینِ، وَ خَرِسَتْ شَقَاشِقُ الشَّیاطِینِ، وَ طَاحَ وَشِیظُ النِّفَاقِ، وَ انْحَلَّتْ عُقَدُ الْکفْرِ وَ الشِّقَاقِ، وَ فُهْتُمْ بِکلِمَهِ الْإِخْلَاصِ فِی نَفَرٍ مِنَ الْبِیضِ الْخِمَاصِ، وَ کنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَهٍ مِنَ النَّارِ، مُذْقَهَ الشَّارِبِ، وَ نُهْزَهَ الطَّامِعِ، وَ قَبْسَهَ الْعَجْلَانِ، وَ مَوْطِئَ الْأَقْدَامِ، تَشْرَبُونَ الطَّرْقَ، وَ تَقْتَاتُونَ الْوَرَقَ، أَذِلَّهً خَاسِئِینَ، تَخافُونَ أَنْ یتَخَطَّفَکمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِکمْ، فَأَنْقَذَکمُ اللَّهُ تَبَارَک وَ تَعَالَى بِأَبِی بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ بَعْدَ اللَّتَیا وَ الَّتِی، وَ بَعْدَ أَنْ مُنِی بِبُهَمِ الرِّجَالِ، وَ ذُؤْبَانِ الْعَرَبِ، وَ مَرَدَهِ أَهْلِ الْکتَابِ کلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ، أَوْ نَجَمَ قَرْنٌ لِلشَّیطَانِ، وَ فَغَرَتْ فَاغِرَهٌ مِنَ الْمُشْرِکینَ، قَذَفَ أَخَاهُ فِی لَهَوَاتِهَا، فَلَا ینْکفِئُ حَتَّى یطَأَ صِمَاخَهَا بِأَخْمَصِهِ، وَ یخْمِدَ لَهَبَهَا بِسَیفِهِ، مَکدُوداً دؤوبا فِی ذَاتِ اللَّهِ، وَ مُجْتَهِداً فِی أَمْرِ اللَّهِ، قَرِیباً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، سَیدَ أَوْلِیاءِ اللَّهِ، مُشَمِّراً نَاصِحاً، مُجِدّاً کادِحاً، لَا تَأْخُذُهُ فِی اللَّهِ لَوْمَهُ لَائِمٍ، وَ أَنْتُمْ فِی رَفَاهِیهٍ مِنَ الْعَیشِ، وَادِعُونَ فَاکهُونَ آمِنُونَ، تَتَرَبَّصُونَ بِنَا الدَّوَائِرَ، وَ تَتَوَکفُونَ الْأَخْبَارَ، وَ تَنْکصُونَ عِنْدَ النِّزَالِ، وَ تَفِرُّونَ مِنَ الْقِتَالِ؛
فَلَمَّا اخْتَارَ اللَّهُ لِنَبِیهِ دَارَ أَنْبِیائِهِ، وَ مَأْوَى أَصْفِیائِهِ، ظَهَرَ فِیکمْ حَسِیکهُ النِّفَاقِ، وَ سَمَلَ جِلْبَابُ الدِّینِ، وَ نَطَقَ کاظِمُ الْغَاوِینَ، وَ نَبَغَ خَامِلُ الْأَقَلِّینَ، وَ هَدَرَ فَنِیقُ الْمُبْطِلِینَ، فَخَطَرَ فِی عَرَصَاتِکمْ، وَ أَطْلَعَ الشَّیطَانُ رَأْسَهُ مِنْ مَغْرَزِهِ هَاتِفاً بِکمْ، فَأَلْفَاکمْ لِدَعْوَتِهِ مُسْتَجِیبِینَ، وَ لِلْغِرَّهِ فِیهِ مُلَاحِظِینَ، ثُمَّ اسْتَنْهَضَکمْ فَوَجَدَکمْ خِفَافاً، وَ أَحْمَشَکمْ فَأَلْفَاکمْ غِضَاباً، فَوَسَمْتُمْ غَیرَ إِبِلِکمْ، وَ أَوْرَدْتُمْ غَیرَ شِرْبِکمْ، هَذَا وَ الْعَهْدُ قَرِیبٌ، وَ الْکلْمُ رَحِیبٌ، وَ الْجُرْحُ لَمَّا ینْدَمِلْ، وَ الرَّسُولُ لَمَّا یقْبَرْ، ابْتِدَاراً زَعَمْتُمْ خَوْفَ الْفِتْنَهِ أَلا فِی الْفِتْنَهِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَهٌ بِالْکافِرِینَ، فَهَیهَاتَ مِنْکمْ! وَ کیفَ بِکمْ؟! وَ أَنَّى تُؤْفَکونَ؟ وَ کتَابُ اللَّهِ بَینَ أَظْهُرِکمْ، أُمُورُهُ ظَاهِرَهٌ، وَ أَحْکامُهُ زَاهِرَهٌ، وَ أَعْلَامُهُ بَاهِرَهٌ، وَ زَوَاجِرُهُ لَائِحَهٌ، وَ أَوَامِرُهُ وَاضِحَهٌ، وَ قَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِکمْ، أَ رَغْبَهً عَنْهُ تُرِیدُونَ، أَمْ بِغَیرِهِ تَحْکمُونَ؟! بِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلًا، وَ مَنْ یبْتَغِ غَیرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَهِ مِنَ الْخاسِرِینَ، ثُمَّ لَمْ تَلْبَثُوا إِلَّا رَیثَ أَنْ تَسْکنَ نَفْرَتُهَا، وَ یسْلَسَ قِیادُهَا، ثُمَّ أَخَذْتُمْ تُورُونَ وَقْدَتَهَا، وَ تُهَیجُونَ جَمْرَتَهَا، وَ تَسْتَجِیبُونَ لِهُتَافِ الشَّیطَانِ الْغَوِی، وَ إِطْفَاءِ أَنْوَارِ الدِّینِ الْجَلِی، وَ إِهْمَادِ سُنَنِ النَّبِی الصَّفِی، تَشْرَبُونَ حَسْواً فِی ارْتِغَاءٍ، وَ تَمْشُونَ لِأَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ فِی الْخَمْرَهُ وَ الضَّرَاءِ، وَ نَصْبِرُ مِنْکمْ عَلَى مِثْلِ حَزِّ الْمُدَى، وَ وَخْزِ السِّنَانِ فِی الْحَشَا، وَ أَنْتُمْ الْآنَ تَزْعُمُونَ أَلَّا إِرْثَ لَنَا، أَ فَحُکمَ الْجاهِلِیهِ یبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُکماً لِقَوْمٍ یوقِنُونَ أَ فَلَا تَعْلَمُونَ؟! بَلَى، تَجَلَّى لَکمْ کالشَّمْسِ الضَّاحِیهِ أَنِّی ابْنَتُهُ أَیهَا الْمُسْلِمُونَ، أَ أُغْلَبُ عَلَى إِرْثِیهْ؟!
یا ابْنَ أَبِی قُحَافَهَ، أَ فِی کتَابِ اللَّهِ أَنْ تَرِثَ أَبَاک وَ لَا أَرِثَ أَبِی؟! لَقَدْ جِئْتَ شَیئاً فَرِیا. أَ فَعَلَى عَمْدٍ تَرَکتُمْ کتَابَ اللَّهِ وَ نَبَذْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِکمْ إِذْ یقُولُ: وَ وَرِثَ سُلَیمانُ داوُدَ [۱]؟! وَ قَالَ فِیمَا اقْتَصَّ مِنْ خَبَرِ یحْیى بْنِ زَکرِیا (ع) إِذْ قَالَ: فَهَبَّ لِی مِنْ لَدُنْک وَلِیا یرِثُنِی وَ یرِثُ مِنْ آلِ یعْقُوبَ [۲]، وَ قَالَ: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِی کتابِ اللَّهِ [۳]، وَ قَالَ:
یوصِیکمُ اللَّهُ فِی أَوْلادِکمْ لِلذَّکرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَیینِ [۴]، وَ قَالَ: إِنْ تَرَک خَیراً الْوَصِیهُ لِلْوالِدَینِ وَ الْأَقْرَبِینَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِینَ [۵]، وَ زَعَمْتُمْ أَنْ لَا حُظْوَهَ لِی وَ لَا أَرِثَ مِنْ أَبِی وَ لَا رَحِمَ بَینَنَا، أَ فَخَصَّکمُ اللَّهُ بِآیهٍ أَخْرَجَ أَبِی (ص) مِنْهَا؟! أَمْ تَقُولُونَ إِنِّ أَهْلَ الْمِلَّتَینِ لَا یتَوَارَثَانِ؟!، أَوَ لَسْتُ أَنَا وَ أَبِی مِنْ أَهْلِ مِلَّهٍ وَاحِدَهٍ؟! أَمْ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِخُصُوصِ الْقُرْآنِ وَ عُمُومِهِ مِنْ أَبِی وَ ابْنِ عَمِّی؟! فَدُونَکمَا مَخْطُومَهً مَرْحُولَهً تَلْقَاک یوْمَ حَشْرِک، فَنِعْمَ الْحَکمُ اللَّهُ، وَ الزَّعِیمُ مُحَمَّدٌ، وَ الْمَوْعِدُ الْقِیامَهُ، وَ عِنْدَ السَّاعَهِ یخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ، وَ لَا ینْفَعُکمْ إِذْ تَنْدَمُونَ، وَ لِکلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ یأْتِیهِ عَذابٌ یخْزِیهِ وَ یحِلُّ عَلَیهِ عَذابٌ مُقِیمٌ.
قال و ما رأیت اکثر باکیه و باک منه یومئذ؛ ثُمَّ رَمَتْ بِطَرْفِهَا نَحْوَ الْأَنْصَارِ فَقَالَتْ: یا مَعَاشِرَ النَّقِیبَهِ. وَ یا عِمَادَ الْمِلَّهِ وَ حِصْنَهِ الْإِسْلَامِ، مَا هَذِهِ الْغَمِیزَهُ فِی حَقِّی، وَ السِّنَهُ عَنْ ظُلَامَتِی، أَ مَا کانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ أَبِی یقُولُ: الْمَرْءُ یحْفَظُ فِی وُلْدِهِ، سَرْعَانَ مَا أَحْدَثْتُمْ، وَ عَجْلَانَ ذَا إِهَالَهٍ، وَ لَکمْ طَاقَهٌ بِمَا أُحَاوِلُ، وَ قُوَّهٌ عَلَى مَا أَطْلُبُ وَ أُزَاوِلُ، أَ تَقُولُونَ مَاتَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ، فَخَطْبٌ جَلِیلٌ اسْتَوْسَعَ وَهْنُهُ، وَ اسْتَنْهَرَ فَتْقُهُ، وَ انْفَتَقَ رَتْقُهُ، وَ أَظْلَمَتِ الْأَرْضُ لِغَیبَتِهِ، وَ کسِفَتِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرِ وَ انْتَثَرَتْ النُّجُومُ لِمُصِیبَتِهِ، وَ أَکدَتِ الْآمَالُ، وَ خَشَعَتِ الْجِبَالُ، وَ أُضِیعَ الْحَرِیمُ، وَ أُزِیلَتِ الْحُرْمَهُ عِنْدَ مَمَاتِهِ، فَتِلْک وَ اللَّهِ النَّازِلَهُ الْکبْرَى، وَ الْمُصِیبَهُ الْعُظْمَى، لَا مِثْلَهَا نَازِلَهٌ، وَ لَا بَائِقَهٌ عَاجِلَهٌ، أَعْلَنَ بِهَا کتَابُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِی أَفْنِیتِکمْ مُمْسَاکمْ وَ مُصْبَحِکمْ، هُتَافاً وَ صُرَاخاً، وَ تِلَاوَهً وَ إِلْحَاناً، وَ لَقَبْلَهُ مَا حَلَّ بِأَنْبِیاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ، حُکمٌ فَصْلٌ وَ قَضَاءٌ حَتْمٌ: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِکمْ وَ مَنْ ینْقَلِبْ عَلى عَقِبَیهِ فَلَنْ یضُرَّ اللَّهَ شَیئاً وَ سَیجْزِی اللَّهُ الشَّاکرِینَ.[۶]
إِیهاً بَنِی قَیلَهَ! أَ أُهْضِمَ تُرَاثُ أَبِی وَ أَنْتُمْ بِمَرْأًى مِنِّی وَ مَسْمَعٍ، تَلْبَسُکمُ الدَّعْوَهُ، وَ تَشْمَلُکمُ الْخِبْرَهُ، وَ أَنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ وَ الْعُدَّهِ، وَ عِنْدَکمُ السِّلَاحُ وَ الْجُنَّهُ، تُوَافِیکمُ الدَّعْوَهُ فَلَا تُجِیبُونَ، وَ تَأْتِیکمُ الصَّرْخَهُ فَلَا تُغِیثُونَ، وَ أَنْتُمْ مَوْصُوفُونَ بِالْکفَاحِ، مَعْرُوفُونَ بِالْخَیرِ وَ الصَّلَاحِ، وَ النُّخْبَهِ الَّتِی انْتَخَبْتُ، وَ الْخِیرَهُ الَّتِی اخْتِیرَتْ لَنَا أَهْلَ الْبَیتَ. قَاتَلَکمْ الْعَرَبَ، وَ تَحَمَّلْتُمُ الْکدَّ وَ التَّعَبَ، وَ نَاطَحْتُمُ الْأُمَمَ، وَ کافَحْتُمُ الْبُهَمَ، لَا نَبْرَحُ أَوْ تَبْرَحُونَ، نَأْمُرُکمْ فَتَأْتَمِرُونَ، حَتَّى إِذَا دَارَتْ بِنَا رَحَى الْإِسْلَامِ، وَ دَرَّ حَلَبُ الْأَیامِ، وَ خَضَعَتْ ثَغْرَهُ الشِّرْک، وَ سَکنَتْ فَوْرَهُ الْإِفْک، وَ خَمَدَتْ نِیرَانُ الْکفْرِ، وَ هَدَأَتْ دَعْوَهُ الْهَرْجِ، وَ اسْتَوْسَقَ نِظَامُ الدِّینِ، فَأَنَّى حُرْتُمْ بَعْدَ الْبَیانِ، وَ أَسْرَرْتُمْ بَعْدَ الْإِعْلَانِ، وَ نَکصْتُمْ بَعْدَ الْإِقْدَامِ، وَ أَشْرَکتُمْ بَعْدَ الْإِیمَانِ، بُؤْساً لِقَوْمٍ نَکثُوا أَیمانَهُمْ وَ هَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَ هُمْ بَدَؤُکمْ أَوَّلَ مَرَّهٍ أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ کنْتُمْ مُؤْمِنِینَ، أَلَا وَ قَدْ أَرَى أَنْ قَدْ أَخْلَدْتُمْ إِلَى الْخَفْضِ، وَ أَبْعَدْتُمْ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِالْبَسْطِ وَ الْقَبْضِ، وَ خَلَوْتُمْ بِالدَّعَهِ، وَ نَجَوْتُمْ بالضِّیقِ مِنَ السَّعَهِ، فَمَجَجْتُمْ مَا وَعَیتُمْ، وَ دَسَعْتُمُ الَّذِی تَسَوَّغْتُمْ، فَإِنْ تَکفُرُوا أَنْتُمْ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِی حَمِیدٌ. أَلَا وَ قَدْ قُلْتُ الذی قُلْتُ عَلَى مَعْرِفَهٍ مِنِّی بِالْخَذْلَهِ الَّتِی خَامَرَتْکمْ، وَ الْغَدْرَهِ الَّتِی اسْتَشْعَرَتْهَا قُلُوبُکمْ، وَ لَکنَّهَا فَیضَهُ النَّفْسِ، وَ نَفْثَهُ الْغَیظِ، وَ خَوْرُ الْقَنَاهِ، وَ بَثَّهُ الصَّدْرِ، وَ تَقْدِمَهُ الْحُجَّهِ، فَدُونَکمُوهَا فَاحْتَقِبُوهَا دَبِرَهَ الظَّهْرِ، نَقِبَهَ الْخُفِّ، بَاقِیهَ الْعَارِ، مَوْسُومَهً بِغَضَبِ اللَّهِ مَوْصُولَهً بِنارُ اللَّهِ الْمُوقَدَهُ الَّتِی تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَهِ فَبِعَینِ اللَّهِ مَا تَفْعَلُونَ وَ سَیعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَی مُنْقَلَبٍ ینْقَلِبُونَ. وَ أَنَا ابْنَهُ نَذِیرٍ لَکمْ بَینَ یدَی عَذابٍ شَدِیدٍ فَاعْمَلُوا … إِنَّا عامِلُونَ وَ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ.
فَأَجَابَهَا أَبُو بَکرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ وَ قَالَ: یا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ (ص)! لَقَدْ کانَ أَبُوک بِالْمُؤْمِنِینَ عَطُوفاً کرِیماً، رَءُوفاً رَحِیماً، وَ عَلَى الْکافِرِینَ عَذَاباً أَلِیماً، وَ عِقَاباً عَظِیماً، إِنِ عَزَوْنَاهُ وَجَدْنَاهُ أَبَاک دُونَ النِّسَاءِ، وَ أَخا إلفک دُونَ الْأَخِلَّاءِ آثَرَهُ عَلَى کلِّ حَمِیمٍ، وَ سَاعَدَهُ فِی کلِّ أَمْرٍ جَسِیمٍ، لَا یحِبُّکمْ إِلَّا سَعِیدٍ، وَ لَا یبْغِضُکمْ إِلَّا شقِی بَعِیدٌ، فَأَنْتُمْ عِتْرَهُ رَسُولِ اللَّهِ (ص) الطَّیبُونَ، وَ الْخِیرَهُ الْمُنْتَجَبُونَ، عَلَى الْخَیرِ أَدِلَّتُنَا، وَ إِلَى الْجَنَّهِ مَسَالِکنَا، وَ أَنْتِ یا خِیرَهَ النِّسَاءِ وَ ابْنَهَ خَیرِ الْأَنْبِیاءِ صَادِقَهٌ فِی قَوْلِک، سَابِقَهٌ فِی وُفُورِ عَقْلِک، غَیرُ مَرْدُودَهٍ عَنْ حَقِّک، وَ لَا مَصْدُودَهٍ عَنْ صِدْقِک، وَ اللَّهِ مَا عَدَوْتُ رَأْی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ لَا عَمِلْتُ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَ إِنَّ الرَّائِدَ لَا یکذِبُ أَهْلَهُ، وَ إِنِّی أُشْهِدُ اللَّهَ وَ کفَى بِهِ شَهِیداً أَنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ یقُولُ: نَحْنُ مَعَاشِرَ الْأَنْبِیاءِ لَا نُورِثُ ذَهَباً وَ لَا فِضَّهً وَ لَا دَاراً وَ لَا عَقَاراً وَ إِنَّمَا نُورِثُ الْکتَابَ وَ الْحِکمَهَ وَ الْعِلْمَ وَ النُّبُوَّهَ، وَ مَا کانَ لَنَا مِنْ طُعْمَهٍ فَلِوَلِی الْأَمْرِ بَعْدَنَا أَنْ یحْکمَ فِیهِ بِحُکمِهِ، وَ قَدْ جَعَلْنَا مَا حَاوَلْتِهِ فِی الْکرَاعِ وَ السِّلَاحِ یقَاتِلُ بِهَا الْمُسْلِمُونَ وَ یجَاهِدُونَ الْکفَّارَ، وَ یجَالِدُونَ الْمَرَدَهَ الْفُجَّارَ، وَ ذَلِک بِإِجْمَاعٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ، لَمْ أنفرد بِهِ وَحْدِی، وَ لَمْ أَسْتَبِدَّ بِمَا کانَ الرَّأْی عِنْدِی، وَ هَذِهِ حَالِی وَ مَالِی هِی لَک وَ بَینَ یدَیک لَا نَزْوِی عَنْک وَ لَا نَدَّخِرُ دُونَک، وَ أَنْتِ سَیدَهُ أُمَّهِ أَبِیک، وَ الشَّجَرَهُ الطَّیبَهُ لِبَنِیک، لَا نَدْفَعَ مَا لَک مِنْ فَضْلِک، وَ لَا نُوضَعُ مِنْ فَرْعِک وَ أَصْلِک، حُکمُک نَافِذٌ فِیمَا مَلَکتْ یدَای، فَهَلْ تَرَینَ أَنْ أُخَالِفَ فِی ذَلِک أَبَاک صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ؟!
فَقَالَتْ عَلَیهَا السَّلَامُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا کانَ أَبِی رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ عَنْ کتَابِ اللَّهِ صَادِفاً وَ لَا لِأَحْکامِهِ مُخَالِفاً، بَلْ کانَ یتْبَعُ أَثَرَهُ، وَ یقْفُو سُوَرَهُ، أَ فَتَجْمَعُونَ إِلَى الْغَدْرِ اعْتِلَالًا عَلَیهِ بِالزُّورِ و البهتان، وَ هَذَا بَعْدَ وَفَاتِهِ شَبِیهٌ بِمَا بُغِی لَهُ مِنَ الْغَوَائِلِ فِی حَیاتِهِ، هَذَا کتَابُ اللَّهِ حَکماً عَدْلًا، وَ نَاطِقاً فَصْلًا، یقُولُ: یرِثُنِی وَ یرِثُ مِنْ آلِ یعْقُوبَ [۷] وَ یقُولُ وَ وَرِثَ سُلَیمانُ داوُدَ [۸] فَبَینَ عَزَّ وَ جَلَّ فِیمَا وُزِّعَ مِنَ الْأَقْسَاطِ، وَ شَرَعَ مِنَ الْفَرَائِضِ وَ الْمِیرَاثِ، وَ أَبَاحَ مِنْ حَظِّ الذُّکرَانِ وَ الْإِنَاثِ مَا أَزَاحَ بِهِ عِلَّهَ الْمُبْطِلِینَ، وَ أَزَالَ التَّظَنِّی وَ الشُّبُهَاتِ فِی الْغَابِرِینَ، کلَّا! بَلْ سَوَّلَتْ لَکمْ أَنْفُسُکمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِیلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ.
فَقَالَ أَبُو بَکرٍ: صَدَقَ اللَّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَتْ ابْنَتُهُ، أَنْتِ مَعْدِنُ الْحِکمَهِ، وَ مَوْطِنُ الْهُدَى وَ الرَّحْمَهِ، وَ رُکنُ الدِّینِ، وَ عَینُ الْحُجَّهِ، لَا أُبَعِّدُ صَوَابَک، وَ لَا أُنْکرُ خِطَابَک، هَؤُلَاءِ الْمُسْلِمُونَ بَینِی وَ بَینَک قَلَّدُونِی مَا تَقَلَّدْتُ، وَ بِاتِّفَاقٍ مِنْهُمْ أَخَذْتُ مَا أَخَذْتُ، غَیرَ مُکابِرٍ وَ لَا مُسْتَبِدٍّ وَ لَا مُسْتَأْثِرٍ، وَ هُمْ بِذَلِک شُهُودٌ.
فَالْتَفَتَتْ فَاطِمَهُ عَلَیهَا السَّلَامُ النَّاسَ وَ قَالَتْ: مَعَاشِرَ المُسْلِمینَ! الْمُسْرِعَهَ إِلَى قِیلِ الْبَاطِلِ، الْمُغْضِیهَ عَلَى الْفِعْلِ الْقَبِیحِ الْخَاسِرِ أَ فَلا یتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها، کلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِکمْ، مَا أَسَأْتُمْ مِنْ أَعْمَالِکمْ، فَأَخَذَ بِسَمْعِکمْ وَ أَبْصَارِکمْ، وَ لَبِئْسَ مَا تَأَوَّلْتُمْ، وَ سَاءَ مَا بِهِ أَشَرْتُمْ، وَ شَرَّ مَا اغتصبتم، لَتَجِدُنَّ وَ اللَّهِ مَحْمِلَهُ ثَقِیلًا، وَ غِبَّهُ وَبِیلًا، إِذَا کشِفَ لَکمُ الْغِطَاءُ، وَ بَانَ مَا وَرَاءَهُ من الْبَاسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ، وَ بَدَا لَکمْ مِنْ رَبِّکمْ مَا لَمْ تَکونُوا تَحْتَسِبُوُنَ وَ خَسِرَ هُنالِک الْمُبْطِلُونَ. ثُمَّ عَطَفَتْ عَلَى قَبْرِ النَّبِی صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ قَالَتْ:
قَدْ کانَ بَعْدَک أَنْبَاءٌ وَ هَنْبَثَهٌ
لَوْ کنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ تَکثُرْ الْخَطْبُ
لإِنَّا فَقَدْنَاک فَقْدَ الْأَرْضِ وَابِلَهَا
وَ اخْتَلَّ قَوْمُک فَاشْهَدْهُمْ وَ لَا تَغِبْ
لوَ کلُّ أَهْلٍ لَهُ قُرْبَى وَ مَنْزِلَهٌ
عِنْدَ الْإِلَهِ عَلَى الْأَدْنَینِ مُقْتَرِبٌ
أَبْدَتْ رِجَالٌ لَنَا نَجْوَى صُدُورِهِمْ
لَمَّا مَضَیتَ وَ حَالَتْ دُونَک التُّرَبُ
لتَجَهَّمَتْنَا رِجَالٌ وَ اسْتُخِفَّ بِنَا
لَمَّا فُقِدْتَ وَ کلُّ الْأَرْضِ مُغْتَصَبُ
لوَ کنْتَ بَدْراً وَ نُوراً یسْتَضَاءُ بِهِ
عَلَیک ینْزِلُ مِنْ ذِی الْعِزَّهِ الْکتُبُ
لوَ کانَ جِبْرِیلُ بِالْآیاتِ یؤْنِسُنَا
فَقَدْ فُقِدْتَ وَ کلُّ الْخَیرِ مُحْتَجَبُ
لفَلَیتَ قَبْلَک کانَ الْمَوْتُ صَادَفَنَا
لَمَّا مَضَیتَ وَ حَالَتْ دُونَک الْکثُبُ
لإِنَّا رُزِینَا بِمَا لَمْ یرْزَ ذُو شَجَنٍ
مِنَ الْبَرِیهِ لَا عُجْمٌ وَ لَا عَرَبُ
ثُمَّ انْکفَأَتْ عَلَیهَا السَّلَامُ- وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیهِ السَّلَامُ یتَوَقَّعُ رُجُوعَهَا إِلَیهِ وَ یتَطَلَّعُ طُلُوعَهَا عَلَیهِ- فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ بِهَا الدَّارُ، قَالَتْ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیهِ السَّلَامُ: یا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ عَلَیک السَّلَامُ: اشْتَمَلْتَ شَمْلَهَ الْجَنِینِ، وَ قَعَدْتَ حُجْرَهَ الظَّنِینِ، نَقَضْتَ قَادِمَهَ الْأَجْدَلِ، فَخَانَک رِیشُ الْأَعْزَلِ، هَذَا ابْنُ أَبِی قُحَافَهَ یبْتَزُّنِی نَحْلَهَ أَبِی وَ بُلْغَهَ ابْنَی، لَقَدْ أَجْهَدَ فِی خِصَامِی، وَ أَلْفَیتُهُ أَلَدَّ فِی کلَامِی، حَتَّى حَبَسَتْنِی قَیلَهٌ نَصْرَهَا، وَ الْمُهَاجِرَهُ وَصْلَهَا، وَ غَضَّتِ الْجَمَاعَهُ دُونِی طَرْفَهَا، فَلَا دَافِعَ وَ لَا مَانِعَ، خَرَجْتُ کاظِمَهً، وَ عُدْتُ رَاغِمَهً، أَضْرَعْتَ خَدَّک یوْمَ أَضَعْتَ حَدَّک، افْتَرَسَتِ الذِّئَابُ وَ افْتَرَشْتَ التُّرَابَ، مَا کفَفْتَ قَائِلًا، وَ لَا أَغْنَیتَ طَائِلًا، وَ لَا خِیارَ لِی، لَیتَنِی مِتُّ قَبْلَ هَنِیئَتِی وَ دُونَ ذِلَّتِی، عَذِیرِی اللَّهُ مِنْک عَادِیاً، وَ مِنْک حَامِیاً، وَیلَای! فِی کلِّ شَارِقٍ ویلای فِی کلِّ غَارِب، مَاتَ الْعَمَدُ، وَ وَهَنَ الْعَضُدُ، شَکوَای إِلَى أَبِی، وَ عَدْوَای إِلَى رَبِّی، اللَّهُمَّ أَنْتَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّهً وَ حَوْلًا وَ أَشَدُّ بَأْساً وَ تَنْکیلًا.
فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیهِ السَّلَامُ: لَا وَیلَ لَک بَلْ الْوَیلُ لِشَانِئِک، نَهْنِهِی عَنْ وَجْدِک یا ابْنَهَ الصَّفْوَهِ، وَ بَقِیهَ النُّبُوَّهِ، فَمَا وَنَیتُ عَنْ دِینِی، وَ لَا أَخْطَأْتُ مَقْدُورِی، فَإِنْ کنْتِ تُرِیدِینَ الْبُلْغَهَ، فَرِزْقُک مَضْمُونٌ، وَ کفِیلُک مَأْمُونٌ، وَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَک أَفْضَلَ مِمَّا قُطِعَ عَنْک، فَاحْتَسِبِی اللَّهَ.
فَقَالَتْ: حَسْبِی اللَّهُ .. وَ نِعْمَ الْوَکیلُ وَ أَمْسَکتْ.
ترجمه خطبه فدک
عبد اللَّه بن الحسن مثنّى به اسناد خود از پدران گرامش- درود خداوند بر آنان باد- نقل مىکند:
ابوبکر عزم خود را بر گرفتن فدک از فاطمه زهرا علیها السّلام جزم کرد. چون خبر به سمع و نظر حضرت رسید، سرپوش بر سر افکند و خود را در چادرى پیچیده با گروهى از زنان به جانب مسجد به راه افتاد. حضرت خود را سخت مستور داشته بود و همچون پیامبر خدا صلّى اللَّه علیه و آله و سلّم بدون هیچ کاستى قدم برمىداشت، تا اینکه بر ابو بکر وارد شد. ابو بکر در مسجد نشسته بود و گروهى از م
- همچنین لینک دانلود به ایمیل شما ارسال خواهد شد به همین دلیل ایمیل خود را به دقت وارد نمایید.
- ممکن است ایمیل ارسالی به پوشه اسپم یا Bulk ایمیل شما ارسال شده باشد.
- در صورتی که به هر دلیلی موفق به دانلود فایل مورد نظر نشدید با ما تماس بگیرید.
مهسا فایل |
سایت دانلود فایل 